رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

من هي الدول التي سيعاقبها ترامب إن لم تفرج حماس عن الأسرى؟

المصير

الإثنين, 13 يناير, 2025

02:32 م

 

كتب :محمد أبوزيد 

مع اقتراب موعد تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة في 20 يناير الجاري، ازدادت حدة تصريحاته بشأن قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس منذ بدء عملية "طوفان الأقصى". ترامب، الذي يواجه تحديات كبيرة في الشرق الأوسط، أطلق تصريحات متكررة أكد فيها أن المنطقة قد تتحول إلى "جحيم" إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى، ما يثير تساؤلات حول هوية الدول التي قد تطالها عقوبات إدارته في حال تصاعدت الأزمة.

تصريحات ترامب ونائبه

كرر ترامب تصريحاته بشأن الأزمة مرتين أو ثلاث مرات، مشددًا على أن إدارته لن تتهاون في هذه القضية، معتبرًا أن الإفراج عن الأسرى يمثل أولوية قصوى. بالأمس، أضاف نائبه أن الجحيم الذي يتحدث عنه ترامب قد يعني فرض عقوبات شديدة على الدول التي تدعم حماس والمقاومة الفلسطينية، متهمًا إياها بأنها تلعب دورًا مباشرًا في عرقلة الوصول إلى اتفاق تهدئة.

الدول المحتملة للعقوبات

يتجه تحليل تصريحات الإدارة الأميركية الجديدة نحو تحديد ثلاث دول رئيسية قد تواجه ضغوطًا أو عقوبات إذا لم تفرج حماس عن الأسرى:

1. قطر
تُعتبر قطر
أبرز الوسطاء بين إسرائيل وحماس، إذ لعبت دورًا كبيرًا في جولات التهدئة السابقة من خلال توفير الدعم المالي لغزة ودعم مشاريع البنية التحتية فيها. ورغم علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، قد تجد الدوحة نفسها تحت الضغط الأميركي إذا اعتبرت إدارة ترامب أن جهودها غير كافية لدفع حماس نحو التنازل أو تخفيف شروطها.


2. تركيا
تركيا، بقيادة رجب طيب أردوغان، تُعد حليفًا قويًا لحماس وتحتضن بعض قيادات الحركة على أراضيها. وعلى الرغم من أن أنقرة تحاول الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الغرب، فإن دعمها المعلن لحماس قد يجعلها هدفًا للانتقادات الأميركية. العقوبات ضد تركيا ليست مستبعدة إذا رأت إدارة ترامب أنها تعرقل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.


3. إيران
تُعتبر إيران الداعم الأكبر لحماس من الناحية العسكرية، حيث تمد الحركة بالأسلحة والتكنولوجيا. ومن المرجح أن تكون طهران على رأس قائمة الدول التي قد تستهدفها إدارة ترامب، خاصة أن العقوبات ضد إيران ليست جديدة وتُعد أداة أميركية معتادة للضغط على النظام الإيراني.

هل تمارس هذه الدول ضغوطًا على حماس؟

يُرجح أن هذه الدول، خاصة قطر وتركيا، تسعى خلف الكواليس للضغط على حماس من أجل تخفيف شروطها في صفقة التهدئة. قطر، التي تسعى للحفاظ على دورها كوسيط رئيسي، قد تكون تحاول إقناع الحركة بقبول تنازلات معينة لتجنب مزيد من التصعيد. أما تركيا، فقد تستخدم علاقاتها مع قيادات حماس لتسهيل التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف كافة.

أما إيران، فمن غير المرجح أن تمارس ضغوطًا كبيرة على حماس، إذ تُعتبر دعم المقاومة الفلسطينية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة إسرائيل وحلفائها.

تصريحات ترامب تعكس نهجًا متشددًا تجاه قضايا الشرق الأوسط، خاصة أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين يُعد أمرًا حساسًا بالنسبة لإسرائيل، الحليف الأبرز للولايات المتحدة. تهديده بتحويل المنطقة إلى "جحيم" يشير إلى أن إدارته ستستخدم العقوبات الاقتصادية وربما السياسية للضغط على الدول المتحالفة مع حماس.

السيناريوهات المحتملة

التصعيد الأميركي: قد تبدأ إدارة ترامب بفرض عقوبات مباشرة على قطر أو تركيا إذا لم تحقق هذه الدول تقدمًا ملموسًا في دفع حماس نحو التنازل.

زيادة الضغط على إيران: قد تواجه طهران مزيدًا من العقوبات الاقتصادية في حال استمرار دعمها العسكري لحماس.

تعميق الانقسامات الإقليمية: قد تؤدي هذه الخطوات إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، خاصة إذا شعرت قطر أو تركيا أن العقوبات تستهدف دورهما الإقليمي.

بينما تستعد إدارة ترامب لتولي السلطة، يبدو أن ملف الأسرى الإسرائيليين سيكون اختبارًا حقيقيًا لسياسته في الشرق الأوسط. ومع تصاعد التهديدات بفرض عقوبات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة الدول المتحالفة مع حماس على ممارسة ضغوط فعالة، وما إذا كانت هذه الضغوط ستؤدي إلى تخفيف شروط الحركة أو إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.